إفشاء أسرار العلاقة الزوجية تشهير يؤدي إلي الطلاق
ظاهرة إفشاء أسرار الحياة الزوجية وكونها أصبحت حديث المجالس بين النساء والرجال, بات امراً مثيراً القلق ، فما هى الدوافع لذلك وما هو أثره على الأسرة؟, وهل يوجد منها أسرار حسنة وأخرى سلبية ,هذا ما ناقشه برنامج " محضر خير" على فضائية أبو ظبي الأولى الإمارات
خلال الحلقة تحدثت د. نجوى حامد – مستشارة الطب النفسي بجامعة الشارقة – عن مفهوم الأسرار الزوجية, فأوضحت أنها جميع الأحداث والأحوال وما يصاحبها من أقوال وأفعال داخل الأسرة ,التي لا يرغب أحد أفرادها أن يعرفها الآخرون ومنها ما هو إيجابي وآخر سلبي.
فالأسرار الإيجايبة عندما تفشى وتذاع عند الآخرين, فإنها تولد في نفوس بعضهم ما لا تحمد عقباه من حسد أو حقد , كره ,مكر, لأن هذه العواقب تحدث حقيقة في نفوس بعض البشر, أما الأسرار السلبية عندما تحدث يقع ما يسمى بالغيبة .
نتائج وخيمة
وأضافت د. نجوي أن الحياة الزوجية قائمة على الرجل والمرأة ويجب أن يلتزما بحفظ الأسرار, لأن التشهير بها يأتي بنتائج وخيمة على المجتمع خاصة عند اكتشاف أحد الزوجين بنشر سره, فيؤدي إلى انعدام الثقة بينهم وانعدام التواصل بين كلا الزوجين ,وقد يؤدي إلى الطلاق كما أوضحت د. حامد أن خروج المشكلة خارج البيت تؤدي إلى استمرارها واشعال النار بينهم ,خاصة عندما تنقل لأهل أحد الزوجين مما سيؤدي إلى التعاطف مع أبنائهم و تفاقم المشكلة وقد يصل بهم المطاف إلى الانفصال .
وأشارت في حديثها أن نقل الأسرار خارج المؤسسة الزوجية من دون غرض يتجاوز الفضفضة أو الثرثرة تؤدي إلى أخطاء صغيرة, لكنها تأتي بنتائج عكسية لأن نظرة الآخرين إلى الزوج أو الزوجة بعد إطلاعهم على خبايا الحياة الخاصة لأي منهما ستتغير وترسم في الأذهان صورة مشوشة, وقد يؤدي إلى نفور الأهل منه وقد ترجع الأمور طيبة بين الزوجين لكن تظل الصورة سيئة أمام الآخرين .
وعن أسباب انتشار تلك الظاهرة أوضحت د. حامد أن عدم قدرة أحدهما على الصبر لما يعانيه من مشكلات وأزمات في أسرته قد تدفعه إلى إفشائها, إما بحثا عن علاج أو تخفيفا من ألم الكتمان, ومنها قلة العقل والدين فالعقل السليم يمنع الإنسان من التحدث بأي حديث قد يجلب له ضرراً, أو يدفع عنه خيراً والدين يردعهما عن كل قول وفعل لا يرضاه الله ورسوله .
أسبابه
ومن الأسباب كثرة الخلطة بالناس, فعندما يجلس الزوج والزوجة مع الآخرين فترات طويلة فإنه لا بد أن يحدثهم ويحدثونه فيكثر الكلام حتى يصل إلى تلك الأسرار .
ومنها كذلك عدم جلوس أفراد الأسرة الزوجين والأبناء مع بعضهم كثيراً, حتى يتكلم كل فرد للآخرمما يجعل بعض أفرادها يضطر إلى الحديث عما في نفسه إلى الآخرين, ومن بين الأسباب الكبر والغرور الذي يدفع الإنسان إلى التباهي بما يملك وما لا يملك والحديث به أمام الآخرين.
وجديراُ بالذكر أن الرجال يفضلون المرأة الكتوم التي لا تفشي سراً أو تنقل كلاماً ,كما أن نقل أسرار البيت خارج نطاق الأسرة يعني ازدياد اشتعال نارها وانتشار العداوة والبغضاء بين الزوجين, وينهي أى مشاعر ود وحب بينهم .
أنواعها
إلى جانب أن أسرار البيت ليست على درجة واحدة من الأهمية, فهناك أسرار العلاقة الخاصة بين الزوجين وهنا يجب أن يحفظ كلا الزوجين هذه الأسرار في بئر عميق وعدم إفشائها لأى من الأصدقاء, وهناك أسرار متعلقة بالخلافات الزوجية ويجب عدم إفشائها إلا في حالة الوصول إلى حل عندما تكون المشكلة صعب حلها ,ولكن يجب إختيار الصديق ذو الحكمة للحديث معه.
وأشارت د. حامد في حديثها أن كشف الأسرار الزوجية بعد الطلاق بقصد الإساءة للطرف الآخر من الأمور المحرمة ,وهي غيبة ونميمة وقطع للأواصر الاجتماعية, ويترتب عليها أمور خطيرة جداً وأخطر الأسرار التي يجب الحرص على عدم التحدث بها مع الغير هي أسرار فراش الزوجية, التي يتعمد العديد من الأزواج التحدث بها مع أصدقائه للتفاخر أو للشكوى .
و قد تتحدث بها الزوجة إلى صديقاتها أيضا لنفس الأسباب ,وأحيانا ما يلجأ بعض الرجال إلى التحدث عن زوجته ومساوئها كأن يقول إنها تشخر أثناء النوم أو أنها تلبس الثياب ذات اللون كذا ,ويسخر منها ومن تصرفاتها أو يتحدث عن أسرار الفراش, كنوع من تحقيق أكبر قدر من الفكاهة والترفية لدى مجالس الأصدقاء .
واختتمت الحلقة بإعطاء بعض نصائح للتغلب على تلك المشكلة وهى أن تكون المرأة حريصة ألا يكون هناك تدخلات في حياتها الشخصية بالمحافظة على خصوصياتها, وأسرار الفراش يجب الإبتعاد عن ذكرها نهائياً لأي مخلوق كان إلا إذا كان ذلك في حالات الضرورة كالإستفتاء أو العلاج, كما أن حفظ سر الزوج عموماً,وسر الفراش خصوصاً, دليل على صلاح الزوجة وكمال عقلها.
ويجب علي الزوج أيضاً أن يتجنب الحديث عن هذه الأسرار أو الشكوى من الزوجة, كما يلعب الآباء دوراً هامل في تنشئة الأبناء منذ الصغر على عدم إفشاء الأسرار, فيخلق جيل قادر على مواجهة الحياة والحفاظ على أسرار حياته مستقبلاً .