محمود عبد اللطيف قيسي -
لله درك يا شعب فلسطين ... حتى مسوخ المريخ تتطاول عليك!!!
|
بعد أن تصفحت الكثير من المواقع والجرائد الورقية والإلكترونية المهتمة بالقضية الفلسطينية ، التي منها الوطنية التي رافقت مسيرة القضية ودافعت عنها ، بعد أن خَبرت الخبث والدهاء الإسرائيلي والعميل المرادف ، فنالت حبي واحترامي كما الكثيرين غيري الذين يعشقون القضية الفلسطينية ويدافعون عنها ويدعون لها بالخير والانتصار ، ومنها المستحدثة القزمة الطائعة للأوامر الصهيونية ، التي تربى أصحابها وبعض كتابها في أقبية الموساد فشّبوا وشابوا على الخيانة ، وأطلقوا لهم العنان بعد نفخ جيوبهم بالمال الحرام ، ليقوموا بإداء مهماتهم وأدوارهم القذرة التي كلفوا بها في هذه اللحظات المصيرية التي يقترب بها الشعب الفلسطيني من تحقيق أهدافه ، والتي تفوح منها رائحة الحقد المعشعش في عقولهم الخربة وفي قلوبهم الصدأة ، وحتى في قلوب فئة المعلقين المطبلين والممجدين لها ولهم ، المتصفحين لمثل هذا النوع من المواقع التي الإباحية أشرف وأطهر منها ، لأنّ الأخيرة لا تجر لها إلا الساقطين البعيدين عن التنشئة الدينية ، أما هي فتخدع حتى الطاهرين ولكن البعيدين عن التنشئة الوطنية ، واللذين بغالبيتهم يعانون من فوبيا القيادة الفلسطينية الشرعية التي تحترم نفسها وشعبها ، ومن مجموعة أمراض نفسية صنعها الإحتلال بمساهمته بابعادهم عن القضية الفلسطينية ، ولنبذهم بأنفسهم للوطنية .
.
.
.
وبخبر عاجل خرج من خرم أحد المواقع المعادية للحلم والأمل الفلسطيني الذي أتصفحه منطلقا من المسلك النبوي الشريف ( من تعلم لغة قوم أمن مكرهم ) ، يؤشر لإفتتاح موقع إلكتروني جديد يدعي أنه من أجل فلسطين ، فقد جعلني أسلوب كتابة الخبر ولونه وزركشاته أبادر للدخول إليه لأتصفحه ، وإذا به يخلوا إلا من دائرة سوداء بوسطها كلمة ( أنقر هنا ) ، فنقرت وإذا به يفتح على جلسة لأشباه بشر ورجال ، رؤوسهم كرؤوس الشياطين أو أقرب لرؤوس الحمير التي اكتشفت لاحقا أنها أعظم شأنا منهم ، يجلسون بمنظر تقشعر له الأبدان حول جيَف خنازير يأكلون منها وهم بها راضون ، وكانت المفاجأة الأخرى التي لم أتفاجأ بها رغم بشاعتها ، فقد كانوا يشتمون الشعب الفلسطيني وقضيته ، ويتطاولون على قيادته بابشع وأقذر الكلمات ، مستعينين بكتاب بين أيديهم عنوانه ( أشتم الشعب الفلسطيني تصبح مليونيرا ) تأليف بيبي نتنياهو وشركاه ، وبعد أن استشعروا بوجودي طلبوا مني الاشتراك بالمهزلة ، لكني رفضت وككل الشعب العربي والفلسطيني الأبي انطلاقا من وطنيتي ، ولقناعتي أنّ الشعب الفلسطيني لا يظلمه إلا مارق مُحتال ، ولا يسلبه حقه إلا إرهابي غاصب مُحتّل ، ولا يشتمه ويتطاول عليه وعلى نضاله إلا مجرم ضال وجبان طلب الطعان وحده والنزالا ، سواء كان من سكان الأرض أو من كوكب المريخ أم من إينما كان ، ورغم قذارتهم وبذاءة إلسنتهم طلبت منهم أن يعرفوني على أنفسهم ، ففوجئت أنهم قادمين للأرض من كوكب المريخ ، وتمكنوا من بناء موقع إلكتروني على سطح كوكبنا نظرا لما يتمتعون به من قدرات فائقة فقلت لهم حسنا أنتم تشتمون فلسطين وشعبها وقيادتها ، ولكن حسب ما يدل ويظهر فإن دولتكم الفاضلة هي من أجبرتكم على مغادرة المريخ بعد ظلمكم وسلبها حقوقكم وحريتكم ، فبدل من إعادة الضوء والكهرباء لكوكبكم لتستدلوا بنورها على الديمقراطية التي نمارسها ونفهم معانيها ، جئتم لتدنيس جوهرة سكان الأرض فلسطين ، ولشتم رياحينها الصابرين الصامدين المناضلين ، قالوا نحن كغيرنا الأفاق من بينكم ، فقد تمكن منا الموساد الإسرائيلي منذ أقتربتم من تحقيق حلمكم بإقامة دولتكم المستقلة ، فقد أصبحت مهمتنا منذ ذلك الحين هزيمة الشعب الفلسطيني الذي أشغل العالم والمريخ بقضيته ومشكلاته ، مع أننا حتى لا نمتلك مقدار العشر من ديمقراطيتكم ووطنيتكم ، والكوكب الذي يتحكم فينا هو كوكب الزهرة ، واللذين استعمرونا هم من بعض سكانه المطرودين منه بسبب فسادهم وإفسادهم وبعد أن اعتنقوا دينا غير دين شعبه ، ثم أنّ قادتنا لا يتميزون بالإخلاص والوفاء كقادتكم اللذين نغبطكم عليهم لأنهم منكم ولكم ، فيا ليت فينا مثلهم !!!، ففي حين أنكم رفضتم الإحتلال وقاومتموه ، قبلنا به نحن صاغرين ، ونحن نعرف خطأنا ومصيبتنا ، فالأولى أن ندافع عن شعبنا وقضيتنا وعن مريخنا المحتل من الزهرة ، بدل مهاجمة شعبكم وقضيتكم ، ولكن ما في اليد حيلة فالمال والدولار فعل فعلته بنا ، وما هي إلا لحظات حتى صرخ أحدهم قائلا جاء الضمير ... جاء الضمير ، رافقتها نظرات تعجب مني ولساني يقول ( والله يا زمن ، لا بإدينا زرعنا الشوك ولا بإدينا روينا يا زمن ) ، وفرحت أخيرا لانصرافهم ، ولأنّ هناك ضميرا رادعا حتى بالمريخ لكنّي تساءلت هل هو نفس ضمير سكان الأرض الذي شابه هذه الأيام الكثير من النفاق بدل التقوى ، والحقد بدل الحب والمغفرة ، وما هي إلا لحظات أخر حتى غاب الموقع واندثر ، فأيقنت أنه رحل من غير عودة ...إلى المريخ .
المنظر الثاني :
كنت جالسا قرب الأقصى وإذا بمجموعة تفوح منهم رائحة كريهة تحاول شتم فلسطين وإيذاء شعبها وقادتها ، فقلت لواحد منهم لا تشطح أيها الزنديق فمن أين أنت ؟؟؟ فقد كنت متأكدا أنه ليس من هنا ، فالأوطان لا تلد سفاحا كالمُغْتَصَبات ، والحرة لا تلد من يستعبدها ويبيعها للأعداء كالفاجرات ، فقال أنا من هناك من مكان بعيد ، فقلت وأنت ، وأنت وأنت ، كلهم أجابو جئنا من هناك .. من هناك ، فكانت كل إشاراتهم تدل على أنهم جاءوا لفلسطين من بلاد بعيدة واتجاهات شتى ، فقالوا لي حسنا ولكن من أين أنت ؟؟؟ ، فأجبتهم بكل فخر واعتزاز وبثبات ، أنا من هنا فجدي عربي كنعاني فلسطيني كما جدتي ، وما أن عرفوا من أكون حتى هربوا بعيدا ، فقلت لهم إلى أين ؟؟؟ ظننتهم سيغادرون كما مسوخ المريخ ، لكنهم قالوا سنذهب لإقامة المزيد من المواقع الإلكترونية والفضائيات المؤيدة لنا حتى ننتهي من أمثالك ، فنحن عجزنا عن قهركم وهزيمتكم بسلاحي الغدر والإرهاب ، فقد نقدر عليكم أخيرا بهذا السلاح الفتاك الذي نتقن صناعته ، ولكن إعلم أنّنا سنفشل وستفشل خططنا حال عودة الضمير للعالم المؤيد لنا ، ولأبناء جلدتكم من الداعمين لنا والمتعاونين معنا ، وهذا بحساباتنا قد يكون ضربا من المستحيل ، وبعد أن غابوا عن ناظري تساءلت في نفسي ، وهل لأصحاب الفضائيات والجرائد والمواقع الإلكترونية المسمومة المعادية لتطلعات الشعب الفلسطيني وآماله وأحلامه ضمير !!! فأجابني صوت خرج قويا من الأقصى قائلا ومتحديا السجان ... لا تقلق ، فبالإيمان والتقوى وبالتحدي والإصرار وبالنضال ستنتصرون على عدوكم وزبانيته ، فتلك المسوخ ذهبت بلا رجعة إلى المريخ ، وهؤلاء المسوخ بنسخهم المتعددة سيذهبون بلا رجعة إلى مزبلة التاريخ .